نشرة "فن الكتابة" - يعدها د. ساجد العبدلي - العدد #7

كثير من الكتّاب الجدد يظنون أن جمال النص في زخرفة الكلمات وتعقيد الجمل.

لكن الحقيقة أن أجمل النصوص هي أبسطها. البساطة لا تعني السذاجة، بل تعني أن تقول الكثير بأقل قدر ممكن من التعقيد.

ما الفرق بين اللغة والأسلوب؟

• اللغة هي الأداة: الكلمات والجمل التي نكتب بها.
• الأسلوب هو الطريقة الخاصة التي نصوغ بها هذه اللغة. اثنان يملكان نفس القاموس، لكن أحدهما يجعل النص حيًا، والآخر يجعله جامدًا.

ثلاث قواعد لأسلوب جميل دون تكلّف:

1. اكتب كما تتحدث، لكن بوعي. ليس المطلوب أن تنقل العامية، بل أن تجعل النص قريبًا من نبضك الطبيعي. عندما يقرأ القارئ، يشعر أنه يستمع إلى حديث صادق.
2. امزج بين الجمل القصيرة والطويلة. الإيقاع مهم. الجملة القصيرة تمنح النص قوة، والطويلة تمنحه عمقًا. التنويع هو ما يجعل النص موسيقى لا رتابة.
3. دع الصور تنشأ من الواقع لا من الزخرفة. قل: “كانت يده ترتجف وهو يفتح الرسالة.” أفضل بكثير من: “يده كزهرة في مهب ريح الحياة الغامضة.” الصدق أبقى من المبالغة.

أتذكر أنني في بداياتي كتبت نصًا مليئًا بالتشبيهات البراقة، وعندما عرضته على أحد أصدقائي قال: “أشعر أنك تحاول إبهاري أكثر من محادثتي.”

منذ ذلك اليوم، تعلمت أن القارئ لا يريد لغة تتفاخر بنفسها، بل لغة تخدم المعنى.

ومن الأخطاء الشائعة:

• الإكثار من الصفات حتى يضيع المعنى.
• استخدام كلمات صعبة لإظهار الثقافة.
• تكرار أدوات الربط التقليدية مثل “أيضًا” و”كذلك” بلا داعٍ.

الأسلوب ليس قناعًا ترتديه، بل هو صوتك حين تكتب بصدق. وإذا صدقت، ازداد نصك جمالًا بطبيعته.

🧠 تمرين هذا الأسبوع:

اكتب فقرة قصيرة (١٥٠ كلمة) مرتين:

1. المرة الأولى بلغة متكلّفة مليئة بالزينة اللفظية.
2. المرة الثانية بلغة بسيطة وصافية.

ثم اعرضهما على شخص تعرفه، واسأله: أيهما وصل أسرع إلى قلبك؟

ستكتشف أن جمال الأسلوب في صدقه، لا في زخرفته.