كيف تزيّنت محفظتي بأول دولار من كتابة المحتوى؟

بواسطة دليلة رقاي #العدد 4 عرض في المتصفح
يَا مساء السعادة! جُمعة طيبة وإن شاء الله يجدك هذا العدد في خير وأفضل حال💜😍.

 صورة لتقديم أول كتاب قمت بتدقيقه ومراجعته

 صورة لتقديم أول كتاب قمت بتدقيقه ومراجعته

من كان صاحب الحظ السعيد ليكون عميلي الأول؟

يبدو للوهلة الأولى لقارئ العنوان أنّني شخص مغرور ولديه "أنا" متضخمة، لكن لا يهم احتفظ بحكمك عليّ إلى نهاية العدد لتعرف من أنا بالضبط وكيف بدأت وهل حقًا عميلي الأول شخص محظوظ أم لا؟

عدد اليوم سيكون مختلفًا عن بقية الأعداد، لن أشارك فيه ما قال فلانٌ وعلان بل سأشاركك فيه جزءً من عثراتي وأخطائي وتجاربي الفاشلة التي صنعتني أو على الأقل صنعت جزءً مما أطمح إليه.

تحدثت من قبل عن كيف بدأت العمل الحر وكتابة المحتوى لكن ليس بإسهاب وليس هاهنا محله، فاليوم حديثي عن الدولارات🤑 عن ذلك الدولار الذي يستحق أن نحتفظ به كتمثال، لا لا، أنا لا أدعوك لتبجيل الأصنام، أنا أدعوك لاحترام فشلك وتقديس محاولاتك الأولى.

ملاحظة: قد تلاحظ ارتباكًا أو عدم تناغم في العدد من أوله لآخره، إن شعرت بذلك فلا تتردد بإخباري، فرأيك عندي أغلى من الدولارات يا صديقي.

لنكمل القصة التي لن تجدها في مكان آخر😉 عميلي الأول كان سيدة فاضلة، لا أنسى كمية المديح والكلمات الطيبة التي أغدقتني بها قبل أن نتفق على لقاء العمل [عرفتني من خلال قصة نشرتها في مجموعة فيسبوك وسأشاركها معكم لاحقًا في كتيّب بإذن الله].

حددنا موعد اللقاء وكان مكالمة على تلجرام، اختبرتني وسألتني الكثير من الأسئلة مثل:

هل تعرفين كيف تضبطين وقت العمل والتسليم مع العميل؟

هل تُجيدين التسعير؟ وهل لديك جهاز حاسوب وتتقنين برامج الميكروسوفت؟

لم تكن مجرد عميل، كانت قائد فريق عمل من المستقلين وكان العمل الذي قدمته لي بمثابة اختبار إن اجتزته سأكون ضمن فريقها [تبدو فرصة الأحلام لمستقل في أيامه الأولى].

في تلك الفترة كنت أكتب أيضًا في مدونة أخرى، لكن لم أكن قد أخذت أجرتي بعد، كان العمل الذي قدمته لي مغامرة لا تُنسى وإلى اليوم أتذكر أنا وصديقتي نتذكر عملة الكلب ونضحك كثيرًا، كثيرًا ...

في نهاية اللقاء ذاك قدمت لي العمل ولفرط حماسي لم أركز ولم أسأل كثيرًا حول العمل[الخطأ الأول]، العمل هو إجراء بحث عن عملة الكلب أقصد الدوجكوين dogcoin، وسلمتني ملفًا صغيرًا به بعض الصور للعملة، كان الاختلاف واضحًا لكنني تسرّعت ولم أنتبه [الخطأ الثاني].

بدأت البحث وقضيت أيامًا لابأس بها مع تصريحات السيد إيلون ماسك وأعداد من مهووسي التداول والعملات الرقمية، أخبرتها أنّ التسليم سيكون في غضون أسبوع فقبلتْ ذلك، ومن الأمور الغريبة التي لم أفهمها وهي أنّ العميل يرغب بالاستثمار في هذه العملة.

لذلك يريد بحثًا عن ذلك وما مدى نجاح الاستثمار فيها [كنت أبحث وأقول في نفسي كيف يعتمد على بحث مبتدئة مثلي ولا تفهم شيئا في العملات المشفرة، ويستثمر بناءً على رأيي الذي وضعته في آخر البحث وقد أخبرته أنّ مجال العملات الرقمية والتداول مجال غير مضمون فإن كنت ترغب بالمجازفة جازف بمبلغ زهيد🤭].

أنهيتُ البحث وأرسلته في اليوم الرابع [سريعة صح😁]، تأخرتْ في الردّ وحين ردّت قالت: 

دليلة! العميل كان يركز على اسم العنلة ويشدد عليه.

يا ويحي هذا دليل على أنّ هناك عملتين متشابهتين، هرعت إلى محرك البحث [مهارة البحث كانت سيئة وقتها والحمد لله تحسّنت] وفعلًا وجدتُ شيئا اسمه الداج كوين😵‍💫 وهو العملة المطلوبة في البحث.

ومالعمل الآن؟

بقي ثلاثة أيام للتسليم، ابحثي من جديد فكرتُ في الاستسلام لأنّ الأمر متعبٌ جدًا وكنت أبحث بهاتفي الأسطوري الذي يرفض الشحن ويتوقف عند حدٍ معيّن، ويقوم بإعادة التشغيل على مزاجه. 

تحدثتُ مع صديقتي وقالت: لابأس أعيدي البحث وأنا سأساعدك، لم تدّخر جهدًا حفظها الله. [أنعم بها من صديقة، كانت تنصحني عكس هوى نفسي].

أخيرًا أنهيتُ البحث وأرسلته، وطلبتْ مني تسعيره ولم تقل إن كان جيدًا أم سيئا، وإلى الآن لا أعرف إن كان عميلًا حقيقيًا أم وهميًا لتختبرني فقط.

وضعت سعرًا بعدما سألتُ مستقلة أخرى[الخطأ الثالث]، وما هي إلا لحظات حتى وصلني وصل الدفع وكان المبلغ يعادل 5$ [البحث كان من 12 صفحة في ملف وورد بعد تلخيص فيديوهات وتصريحات ومقالات وحتى من الكتب بعد ترجمتها].

بصراحة لم أكن سعيدة بهذا المبلغ كما قد يبدو، صحيح أنه أول ما أجنيه من العمل الحر، إلا أنني لم أكن سعيدة به.

كان عيد ميلاد اسلام ابن عمي الصغير على الأبواب فأرسلتُ لعمي المبلغ مباشرة لأجل كعكة عيد ميلاده. [يحزن كثيرًا إن لم نحتفل به فهو آخر عنقود في العائلة].

رسالة من إسلام ابن عمي.

رسالة من إسلام ابن عمي.

وجدت هذه الرسالة في حقيبتي، اسلام يطلب بقائي معهم في بيتنا لأنني عدت بعد حوالي غياب ثلاثة أشهر وبتُ ليلة واحدة وغادرتُ المنزل لأنه في بيتنا لم يكن هناك إنترنت، وبقيتُ عند خالي لفترة طويلة حتى أصبحت قادرة على دفع فاتورة الإنترنت عدتُ للمنزل.

تتساؤلون ماذا حدث؟ اختفت صديقتنا ولم تتحدث عن أمر انضمامي لفريقها، وكم كان حظها سيئًا لأنها خسرت كاتبة مثلي [متبجحة أدري😉].

المبلغ الذي أسعدنى حقيقة كان مبلغ 60$ الذي كسبته من تدقيق كتاب ومراجعته وتنسيقه والذي صرفت منه 20$ [الخطأ الرابع] لتنسيق الكتاب مع أنّ صاحبته لم تطلب ذلك وغضبت أيضًا وفي النهاية لم تعتمده دار النشر بل غيّرته، وقد ساعدني في ذلك الأستاذ يونس بن عمارة، وكنت حديثة عهدٍ برديف.

أشارككم هذه القصة بعد ثمان أشهر من حدوثها، وقد تعلمت منها الكثير... وللحديث بقيّة.

القضية باختصار يا أعزائي أنّ الأخطاء واقعةٌ لا محالة، لكن الكارثة أن لا نتعلم منها ونكررها، ونستمر في إضاعة الفرص والبقاء في نفس المكان.

لماذا نحب المديح والشكر؟

رسالة من فتاة لطيفة تحب الحمام الزاجل 💜

رسالة من فتاة لطيفة تحب الحمام الزاجل 💜

نحب المديح والشكر لأنه يعطينا مؤشرا على أنّ ما نقدمه ذا قيمة، ويخفف من وطأة ذلك السؤال الهمجي الذي يتبادر إلى أذهاننا بين الفينة والأخرى:

لماذا نفعل ما نفعله؟ ولماذا مازلنا مستمرين؟

رسالة مثل هذه تجعلني أكتب العدد رغم كل شيء، أكتب من أجل كل من يقرأ وينتظر هذا العدد.

وصلنا إلى نهاية العدد الذي اخترت أن يكون مختلفًا عن سابقيه وأتمنى أن يفيدك ويلهمك ويترك في قلبك أثرًا طيبًا ويدفعك للمحاولة والمواصلة وأن تتمسك بأهدافك وأحلامك حتى تصل.

استودعك الله وأراك على خير حال في العدد المقبل ودمت بود💜

محاسن عبدهدليلة رقاي2 أعجبهم العدد
مشاركة
الحمام الزاجل

الحمام الزاجل

هنا أكتب بشغف وحب وعفوية أكثر، وأشارك معك كل شيء يخص الكتابة والسرد القصصي وتفاصيل أخرى...

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من الحمام الزاجل