لست الناجي الوحيد هنا! - العدد #6 |
بواسطة م. طارق الموصللي • #العدد 6 • عرض في المتصفح |
|
عندما كنا صغارًا، اعتدنا استخدام قلم التصحيح (Correction pen) لتغطية أخطاء الكتابة بالقلم الجاف (أعتبر أغلبنا الأخيرة منعطفًا تاريخيًا!) |
معك كولِكتر "Collector"؟ |
هكذا كان بعضنا ينطقها، ليتغير المعنى من مُصحح إلى جامع! وكان أصحاب النطق الصحيح "Corrector اختصارًا" يتفاخرون به. |
والآن، لا أعلم لماذا تخلينا عن طريقتنا الإبداعية في التعلّم!🥺 |
أم تُراني أعلم؟ |
حرص والدي على عدم إقترافنا أي خطأ، وبدأ ذلك مع دخولنا المدرسة؛ فتوجّب علينا تحقيق أعلى الدرجات، وحفظ جدول الضرب (ولو بالضرب🤛🏻)، والتصرف بلباقة -لا تتوافق مع عمرنا الصغير- أمام الضيوف. |
حرمنا ذاك الحرص من اختبار أمور رائعة في الحياة، علاوة عن زعزعته ثقتنا بأنفسنا. |
صدقني، أنا لا أحاول إلقاء اللوم عليه، فما فعله هو دَيْدَن جميع الآباء؛ فالكل يرغب أن يكون أطفاله أفضل منه. في الواقع، فقد أسدى إليّ معروفًا بحرصه ذاك 😈. |
"طيش شباب" |
وجدت استقلالي المادي فرصة لارتكاب الأخطاء، أو بعبارة أدق: استهتاري بالعواقب. |
ربما شططت قليلًا؛ كيوم ارتديت صليبًا -جاءني كهدية- ووقفت أمام باب مسجد منتظرًا ما سيحدث 😎 [نعم، القصة المذكورة في روايتي حصلت معي شخصيًا🤫] |
لكنني في النهاية.. نضجت👾. |
مع النضج.. تغدو الأخطاء أعظم! |
بعد إنهائي عقد العمل مع زد، التهمني الندم حتى النخاع! |
كنت أعلم أنه القرار الصحيح، لكن ضريبته الباهظة طالت الجميع هذه المرة؛ إن كنت أبًا، فأنت تعلم مرارة شعور العجز حين يُطالبك طفلك بشراء لعبة وأنت.. مُفلس تمامًا. |
حاولت التراجع عن الاستقالة، لكن لات ساعة مندم. |
إنما للأمر جانبه المشرق أيضًا |
كانت مشكلتي مع زد استنزافه وقتي، وعدم قدرتي على العمل الجماعي. لكن ذاك الخطأ أعادني إلى المسار الصحيح؛ حيث ألعب بين أرضي وجمهوري. |
فبات بمقدوري العمل على مشاريع متفرقة؛ أُنهيها برسالة مودة للعميل، ثم أنتقل لغيرها. |
بالطبع.. ثمة أخطاء لم أتمكن من إصلاحها! |
❌ كحذفي مدونة ضمّت يومياتي لعامٍ كامل، واجتذبت خلاله جمهورًا متفاعلًا أعاد بناء ثقتي بنفسي. |
❌ أما أكبر كوارثي التقنية فحلّت حين قررت الأخذ بنصيحة الزميل طريف مندو والانتقال إلى البرمجيات الحرّة بدءًا بتثبيت نظام التشغيل: لينكس 🐧 |
والنتيجة؟ |
مسح محتويات القرص الصلب كاملةً: آلاف الصور والملفات والمشاريع والأفلام التي حمّلتها (في زمن الـ Dial-Up.. أنت تفهم ما أقصده!💀) ذهبت أدراج الرياح. |
آنذاك -ولأول مرة في حياتي- أنشر خبرًا شخصيًا على السوشال ميديا استدرارًا للتعاطف والمواساة✋ |
أتذكر تلك الأيام وأضحك على حماقاتي |
وباتت تلك ردّة فعلي على جميع أخطائي وزلّاتي. |
لسنا في لعبة Day R Survival |
ليت صانعي اللعبة يعرفون الطريق إلى نشرتي البريدية، ربما لمنحوني آلاف الدولارات 🤑 |
أيها المرتعدون خوفًا من الخطأ.. أفهمكم جيدًا 😌 |
ففي اللعبة، تدفع ثمن "زلّة صغيرة🚷: قتال وحشٍ يفوقك قوة" غاليًا. إذ قد تُضطر لإعادة اللعبة من بدايتها إضافة لفقدك الموارد التي جمعتها طوال الطريق. |
وكثيرًا ما علقت في نقطة معينة؛ حيث لا أمتلك أسلحة مناسبة لتجاوز الأهوال التي تنتظرني، ولا أنا بقادرٍ على العودة لمنطقة جمعها: لأن نقاط طاقتي لا تكفي. |
القاعدة #1 وضعها خير الأنام -عليه أفضل السلام- بهديه الشريف حين قال: |
كلُّ ابنِ آدمَ خطَّاءٌ، وخيرُ الخطَّائينَ التَّوَّابونَ |
وأعتقد ألّا أحد أعلم منه بطبيعة الإنسان. |
كما لا أظنك بحاجة للتذكير بقيام ديننا على الغفران والتصالح مع الذات. أليس كذلك؟ |
القاعدة #2 متناقضة الناجي (Survival Bias) |
تركز هذه المغالطة المنطقية على حالات النجاح، مهملةً حالات الفشل، مما يولّد تفاؤلًا وهميًا منافي للواقع |
وبما أننا نركز على الناجين/الناجحين فحسب، وهم -بدورهم- يمتنعون عن ذكر مرّات فشلهم (لأنها تُفسد "البريستيج")، سيغدو من الطبيعي أن يتفاقم شعورنا بالذنب مع مراكمتنا الأخطاء. |
فما الحل؟ |
هل تذكر حديثي ضمن عدد سابق عن امتلاكي 300 مسودة وفكرة؟ |
|
غير أن اكتشافي مفهوم مشّاية اللذة Hedonic adaptation غيّر كل شيء في نظري. |
وهل تعلم ما الأمتع؟ |
البناء علنًا (⭐) |
القاعدة #3 حياتك خالية من الـ Bugs👾 |
ستروق هذه النقطة لمجتمع المبرمجين بكل تأكيد |
أثناء دراستي الثانوية، فُرض علينا الكتيب التالي ضمن المقرر |
ورغم براعتي في البرمجة (آنذاك على الأقل😭)، لكن سطوة الأخطاء البرمجية نالت مني أكثر من مرة؛ إذ يكفي أن تسهو عن حرفٍ واحد -في سطرٍ برمجي تافه- حتى تتحول إلى محقق 🕵️♂️ هدفه الأوحد: اكتشاف الثغرة..اللعينة!🤬 |
لحُسن الحظ، حياتنا لا تسير على هذا النحو. |
ارتكب من الأخطاء ما تشاء.. |
امضِ يا صديقي، فالعالم كبير.. وحياتك قصيرة |
في الختام، أودّ شكر المشتركين فردًا فردًا🤗: أنتم عزائي في واقع أنقطع خلاله عن العيش مرتين كل شهر، ما يحرمني المواظبة على وتيرة النشرة الأسبوعية.😓 |
امتناني الجزيل أيضًا للداعمين 🙏 |
وأنت أيضًا يمكنك دعمي عبر الطريقة التي تناسبك: |
🟢 معنويًا: عن طريق مشاركة العدد مع أصدقائك 📢 |
🟢 ماديًا: عبر شراء كوب قهوة ☕️ |
من خارج الـ 📦 |
⭐ نشرة يونس: عدا عن كونه أفضل رائدُ أعمالِ محتوى شهدته البشرية، فلا شيء يُميزه على الإطلاق!😒 |
🌟 نشرة خواطر مفكرة البريدية: يُعجبني تنقّل عبد العزيز آل رفده بين الأفكار، وأشعر أنه يُشبهني بشكلٍ أو بآخر 🌛 🌜 |
✨ Ansam.edutips: نشرة بريدية هدفها تحقيق نقلة نوعية بعلاقتك مع أطفالك. تمنيت لو اكتشفتها منذ الأزل💫. |
🆒 💤 |
فكرة العدد اقترحها أحد المتابعين |
بمقدورك أنت أيضًا اقتراح فكرة لعددٍ قادم عبر مراسلتي. |
التعليقات