نشرة الكتابة داخل صندوق! - العدد #1

بواسطة م. طارق الموصللي #العدد 1 عرض في المتصفح
لطالما فُتنت بسِير الكتاب العظماء ويومياتهم وطقوسهم عند هبوط وحي الكتابة. أصادف مقالًا هنا أو هناك، فأجهّز كوب شاي أتلذذ به أثناء القراءة، لكن مع نهايتهما استفيق على ذاك الصوت الهامس داخلي بأنهم "نجحوا".

إذًا؟ 🙄

من الطبيعي أن تكون لهم طقوسهم وأدواتهم الخاصة؛ على سبيل المثال:
 أعتاد جورج ر. ر. مارتن (صاحب الرواية الشهيرة (أغنية الجليد والنار) والتي اقتبست قصتها لتُجَسَد في المسلسل التلفزيوني الشهير (صراع العروش) كتابة جميع مؤلفاته على جهاز كمبيوتر قديم يعمل على نظام DOS عبر برنامج WordStar 4.0.

للحظة، يبدو ذاك أشبه بمعضلة (الدجاجة والبيضة😒)؛ فهل يكافح هؤلاء الكتّاب للالتزام بطقوسهم حتى ينُجزوا مشروعهم الذي يحقق لهم الشهرة لاحقًا، أم يدخلون مع ظروفهم في حرب (عضَ للأصابع) حتى إذا تأتّى نجاحهم الأول، استسلمت لهم ظروفهم يشكّلونها كيفما شاءوا؟
دعك من التصريحات الصحفية، فلا أحد يعلم الحقيقة!

النتيجة هي ما يعنينا هنا:

نادرًا ما تدفعنا معرفة طقوس كتّابنا المفضلين للانطلاق، إذ يُحبطنا البون الشاسع بيننا.

وهنا ظهرت فكرة النشرة البريدية التي تصافح سطورها عينيك الآن😏. إذ فكرت: لما لا أكون ذلك الكاتب المبتدئ الذي يوثّق طقوسه ويومياته، علّها تكون عونًا لآخرين كي يبدأوا؟

ماذا عن لحظات الفشل؟ لماذا لا يوثّقها أحد؟

لأنها غير مُغرية! ما الجذّاب في شخص يقول: ثم قذف مخطوطة الرواية في وجهي قائلًا: يا لهذه الحبكة المتواضعة!

لدهشة العالم، تجذبني مثل هذه العبارات، خاصةً إن وردت في سيرة كاتب باع ملايين النسخ (فيما بعد).
ومع ذلك، استشعر وجود حلقة مفقودة 🤔 تلك التي تربط بين العبارة أعلاه وعبارة (النقلة النوعية)👇

لكنه لم يستسلم، فأرسل المخطوطة إلى (مستر سميث) صاحب [دار كوبي هيوج للنشر] الذي لم يتوانى -لحظة- عن تحمّل مجازفة النشر لذاك الكاتب المغمور، والباقي تاريخ.

بالله عليك! ألم يُصب الكاتب بخيبة أمل إثر الرفض أول مرة؟ ألم يجلس وحيدًا يفكر في اعتزال الكتابة للأبد (ولو لمرة)؟!

ستتحدث نشرتي البريدية عن لحظاتٍ كهذه.

الوظيفة: آلة كاتبة 🖨

أؤمن أن كُثر يرون الكاتب كآلة كاتبة بشرية؛ فكل ما يفعله هو الجلوس خلف مكتبه -محاطًا بالكتب- يحاول التوصل للجملة المثالية.
تمامًا كنظرتهم إلى (ألْبِرْت أينْشتاين) كعالم فيزياء لا يخرج من منزله إلا ليُعلن عن نظرية ثورية!

تصور لطيف. لكنه شاطح أيضًا.

وبوصفي كاتبًا (هذا ما يقوله صاحبي يونس)، أودّ تصحيح التصورات "الخنفشارية👾" عن الكتابة. إضافة للكثير من المواقف اليومية. بعضها سيكون قادحة لشرارة الكتابة (أرجو فقط ألا "يقتبسها😅" أصحاب رديف)، وبعضها سيكون موقفًا عابرًا سخيفًا -لا يستحق الذكر أصلًا- غير أنني سأحكيه لأتقرّب منكم أكثر.

فذاك الهدف "السري" للنشرة أصلًا🥰

ممدوح نجم1 أعجبهم العدد
مشاركة
الكتابة داخل صندوق!

الكتابة داخل صندوق!

عن الكتابة وطقوسها غير المحكية

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من الكتابة داخل صندوق!