التقليد بإبداع: "تصرُف الأذكياء"

بواسطة شهد #العدد 1 عرض في المتصفح
المُحاكاة والتقليد.. كيف نحافظ على إستقلالية إبداعنا حتى وإحنا "مقلّدين"؟

مرحبًا! وصلك أنها نشرة بريدية جديدة؟ قد تشكّ بجودة أول نشرة صح؟ حسنًا، كل ماعليك أن تتابع معي لنقوم قليلاً بتحدّي إثرائك! ستخرج بفائدة مني وهذا وعدٌ مني لك

بدايةً؛ أعرفك على نفسي؛ أنا شؤد إسمي الحقيقي شهد لكني أخترت تميزي بحرف غير الهاء, فدعني أقول لك كيف ممكن نقلّد حاجة أعجبتنا بدون لا نسرقها؟ 

تسمع كثير من ينصحك تقلّد لو أنك ببداية مشوارك, تقلّد عمالقة هذا المشوار صح؟ وطبعاً مسموح لك تقلّد, لكن لازم تعرف كيف تحافظ على إستقلاليتك وكيف ماتطمس إبداعاتك وأنت "تقلّد"

ففي هذي النشرة راح نتبيّن نقطتين آتيتين:

• مقدمة بسيطة: هل التقليد غلط؟ وإيش علاقته بـ"المُحاكاة"؟

• مربط الفرس: كيف أقلّد بدون لا أسرق مع الحفاظ على إستقلاليتي وإبداعي؟

بداية كل البدايات: لازم يكون عندك فهم أساسي أن كلنا متشاركين على هذي الأرض، بالتالي راح نستعين ببعضنا حتى بتجارب الآخر منا. و راح تتقلّد كثير أمور سواء تم تقليدها بشكل مُباشر أو كانت مجرد صدفة، فلما أكون محرومة من القيام بتجربة خاصة -لأي سبب كان- يكون من الطبيعي والبديهي أني راح أحاكيها عشان أفهم أبعادها وأختبر اللي برأسي. ومن الطبيعي ايضاً أستعين بمن أشعره "قدوة" أو له دور بارز وناجح بهذي التجربة!

لذلك، التقليد مو غلط مادامه يشتمل على مُحاكاة، وفرديّة ولمسة شخصيّة. لأن نوعا ما المُحاكاة –تفاعلية– ونتائجها جبّارة وغالباً ما تلامس الواقع. فالتقليد إذاً، لابد أن يكون عبارة عن مُحاكاة، لا نسخ لصق! ماينفع أشوف أسد وأكون أسد زيه، لأني إنسان. أقصى شيء أسويه "مُحاكاة" هذا الأسد بطريقة إنسانية.

ومن هنا نعرف حقيقة أن التقليد عبارة عن مُحاكاة لأمر أو فعل أحتاج أحصّل خبراته سواء في وضع نفسي مباشرةً أو في "تجربة ذهنيّة".

التجربة الذهنيّة: أي موضع مُتخيّل يحاول أن يُطبّق بأدوات الواقع. إلى هنا إتفقنا أن التقليد مُحاكاة؟ يلا ننتقل للبارت الثاني والأخير واللي يشرح عن قصدي بالفرديّة واللمسة الشخصيّة.

زي ماقلت لك سابقًا التقليد لما يكون نسخ ولصق فهو طريق مُختصر للفشل. التقليد بطريقة النسخ واللصق عبارة عن تقديم فراغ بدلاً من إبداع!

طيب إيش أسوي لما أحاكي وأجرّب الموضوع بيني وبين نفسي أو حتى أحاكيه بشكل واقعي ملموس؟ كيف ممكن أكون "أنا" بهذي التجربة؟ "أنا" بلمستي الفريدة والشخصيّة؟ 

راح نستعين بعنصر الفرديّة: واللي يعني كل مكنوناتك اللي ممكن تحولها لإضافاتك. شخصيتك، هواياتك، ميولك. واللي كلها تعمل على رسم التجربة الإبداعية, فتدخّل التجربة لمجال تحبه, وتدخّل روحك وأحاسيسك وكل مايُمكن منك! أما لمستك الشخصيّة: فهي إمتلاك التجربة المُقلّدة، بحيث تكون أصيلة بعد إضافة مكنوناتك عليها وتكون هي المُخرج الأخير للتجربة المُقلّدة. هذي هي مفاهيم التقليد الذكي، تقليد قائم على أوليات أو أساسيات قديمة، لكن سرعان ما تتحوّل لملكيّة شخصيّة، فريدة ومميزة رغم بدايتها كتقليد! 

فكيكة البرتقال بفم شخصك "القدوة" تصير كيكة ليمون داخل فمّك. هذي هي اللمسة الشخصيّة، إضافة ملكيّة من خلال العملية اللي قمت فيها سابقًا، عمليّة المُحاكاة. وكل هذا راح يطلع معك بشكل سلس لو أنت مُبدع فعلاً! 

نهايةً؛ أتمنى أني أوفيت بوعدي وأفدتك, حتى نشرة أخرى كُن مبدعًا، أصيلًا، ومتمازجًا مع الأصالة والإبداع! 

Jude1 أعجبهم العدد
مشاركة
شؤد •

شؤد •

كبسولات معرفيّة من جُعب الإثراء ومواضيعٌ إبداعيّةٌ شيّقة، تأتيكم بشقّين: هزلٌ وجِد، لتُثبت الرسالة قدرتها على اللمعانِ وراء الوسيلة!

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من شؤد •