أبيض وأسود

بواسطة ريم الناصر #العدد 3 عرض في المتصفح
مساء الخير يا صديقي!

إنّني أشعرُ -في كثيرٍ من الأحيان- ببعضِ المشاعر التي تؤذيني، وتحثّني على التوقف...

أُحاول النّهوض دائمًا، وهذا دليلٌ كافٍ على أنّني أسقط كثيرًا..

وكَوْني إيجابيّة في معظم الوقت، فهذا لا يضرّ بأن أكون قلقةً بعض الشيء!

لذلك أودّ أن أحدثك من منظور آخر اليوم، فأنا لا أبدو دائما كما أكون..

أحدّثك اليوم من منطلق شعوري كمصممة، تعمل طوال الأسبوع

لأجل تلبية رغبات شغفها المندفع، وحماسها المتكرر، ولهفتها التي لا تنطفئ

إنها مكنونات روحية تشتعل على الدوام، إلا أن الجسد لا يأبه بكل ذلك..

دعني أخلع قناعي لبضعِ دقائقَ فقط!

هل تعلم ما هو أكثر المشاعرِ إيذاءً بالنّسبة إلي؟

ذلك الذي أدركُ من خلاله عدم الأمان، وأنّني -ولربّما- لست كُفؤا لكل هذا

أو أنّ هذا الهراء كله... لا يكفي لأن أكون!

وأنّ ما أصنعه اليوم غيرُ مُجدٍ إطلاقا..

وأنّ وأنّ وأنّ... وأستمرّ في إيقَاعِي.

أنا أعرف هذا الشّعورَ جيّدًا، تفحصتُه كثيرًا، تعمقتُ به وتغلغل فيّ..

يجعلُني أفكّر في حاضري، مستقبلِي وماضيّ..

أُفكّر فيما إذا كان كلّ ذلك يستحق؟

في البُوصلة التي أتبعها باتجاه أحلامي، فيما إذا كانت تعملُ بالشكلِ الصّحيح؟

أو فيما إذا كانت وجهتي هي خَيارِي الأصوب

أو أنّ ما أمتلكه يؤهّلني لأن أكون في مكاني الذي أحلُم!

هل شعرتَ بكُلّ ذلك؟

هذا الشعور والذي يزورنا جميعًا كلّما خلعنا الأقنعة

يتظاهر الجميعُ بأنّهم إيجابيّون دائمًا، أو بمعنًى آخر، إنّهم يحبّون أن يظهروا كذلك.

دعني أتحدّث معك بصدق، فأنا دائمًا ما أُحاول الظّهور بهذه الصّورة..

إلا أنّ هذه المحاولات غير مجديةٍ بالنّسبة إلي

فأنا وفقًا لحقيقتي، أشعرُ بالكثيرِ من الأمور التي تُربكني، وتخيفني وتشقيني

وفي كثيرٍ من الأحيان أشعر بهذا القلق يَجتاحُني ويَعتريني.

ولا أعلمُ إن كان هناك خلاصٌ أو كان يُجدي الفِرار؟

إنّ الطريقةَ الوحيدةَ للتّعامل مع ذلك هي الاعترافُ به.

وأنا أحب أن أكتب لك شعوري، كما هو

وربّما أطلتُ في تبريري.. وذلك لأنّني كما أبدو دائمًا، مُفعمة بالحيويّة، والإيجابيّة..

ولأنّنا -كما أخبرتك سابقا- نُحب الظهور كذلك.. بهذه الصّورة اللامعةِ والباعثةِ للأمَل

إلا أنّني لا أقْوى عَلى ذلِك.

شعُور القلق

نعم طال التّبريرُ إلا أنّني واثقةٌ تمامًا من حروفِي

فنحن كبشر، نشعر بالكثيرِ من المشاعر التي تُخيفنا..

فتكُون تمامًا كالسّلاح، إما أن يَقتُلنا، أو يَحمِينا.

لذلك سأقولها لكَ وبكُلّ شفافية

إنّ شعُوري المستمر بالقلق.. هو سببُ نجاتي

هو أيضًا أكبرُ أسباب ظهُوري بهذا المظهر اللامع..

لأنّني أقلقُ كثيرا من ألّا أكون، وأقلقُ كثيرًا من الفشل والخوف وعدم الكمال

وأحاول بذل كلّ ما في وسعي لكيْ أكونَ كما أنا في ذاكرتي السّابقة

وفي مخيّلتي اليوم..

وإنّ أصدق ما يُمكن قولُه لكَ من رسالتي هَذه

أنّني وإن كنتُ أشعُر بالكثيرِ من المشاعِر التي تُخيفني

إلا أنّني أمتلكُ جانبًا آخر يُغاير تمامًا ما أتحدّث لكَ عنه.

ووجُود الضدّين يُساعدني كثيرًا في الحِفاظ على توازنِي

وتحقيق ما أحقّق، والشّعُور بما أشعُر...

أبيض وأسود..

هذا أنا.. وأنت

ولكَي نعبُر بسَلام، علينا أن نتقبّل أنفُسنَا كما نحن!

لأنّنا وبهذه الطريقة، سنبدُو لامعين.

مشاركة
نشرة ريم البريدية

نشرة ريم البريدية

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة ريم البريدية