في استشعار أدوارنا الحقيقية

بواسطة ريم الناصر #العدد 2 عرض في المتصفح
مساء الخير يا صديقي!

أتعْلَم؟

إننا نكافح يوميا للوصول، نستهدف الكثير والكثير من أحلامنا أثناء السعي..

نحاول العبور.. ونستلهم من حولنا ما استطعنا أن نستلهم، وغالبا ما نعبر وحيدين.

لكن وفي وقت ما، لا نشعر بأي قيمة بداخلنا، سوى أننا نحارب بيأس، وبيأس فقط!

وأننا لن نصل إلى أي وجهة، بل ونعيش في ضياع كبير بين التجربة والأخرى..

ونحاول النهوض بعد أن نسقط آلاف المرات، ونواصل المسير رغما عن الألم الداخلي والعميق بأننا لن نصل.

إلا أننا نواصل محاولاتنا المتكررة والمستمرة، بلا ملل.

نمسك طرف الخيط!

فنستشعر أن السعي لسنوات طويلة قد يدلّنا في نهاية المطاف.... إلى طرف خيط

نتمسّك به ونكمل المسير إيمانا وإخلاصا بقوّتنا، وبأن الطريق الوحيد للوصول هو الإيمان..

وأن طرف الخيط الصغير هو الذي سيدلّنا إلى العوالم الواسعة.

ماذا قد يفعل بنا طرفُ خيط؟

أعتقد بأننا وفي مرحلة ما، نرى وكأنه بصيص أمل!

فنتمسك بعدها بجميع أطراف الخيوط التي تتوالى علينا بعد مئات من المحاولات..

نكتشف أخيرا أن بصيص الأمل ما هو إلا البداية. وأننا كنا على حقّ كبير حين قررنا استكمال الطريق.

لكنّ هذا كلّه لا يُهم!

حين نستجمع قوانا لننهض من جديد، ونحاول إكمال ما بدأناه، ونواصل المسير رغما عن كل شيء..

نعتقد أننا بهذا الإصرار نقوم بدورنا على أتم وجه، إلا أن دورنا لم يحن بعد!

في الحقيقة، تتبلور أدوارنا الحقيقية بوضوح بعد أن نسلك بداياتنا ونبدأ بتوضيح معالم الطريق بالنسبة لأنفسنا..

فنحن لا نقوم بهذه الأمور لخدمة أنفسنا ورسالتنا في الحياة فحسب، بل إننا نقوم بكل ذلك للوصول إلى دورنا الحقيقي..

ماذا عن كل أؤلئك الذين يبحثون عمّا وجدناه؟

هنا دورنا الحقيقي.

لذّة العطاء

في الحقيقة إن ما نشيده لأنفسنا بمثابة إرشاد للآخرين..

إذن ماذا عن السير الطويل والمكلل بمحاولات ضائعة وبائسة وفاشلة؟ ماذا عن كل ما حاولنا التقاطه وكان خيارا خاطئا؟ كيف نسدّ الدّين؟

لقد تعلّمنا الكثير من الأمور التي لا نفضّل أن يعاني منها الآخرون، ودورنا الحقيقي، هو قيامنا بإرشادهم.

أدوارنا الحقيقية

تبدأ أدوارنا الحقيقية بالتبلور حين نقوم بتقديم كل ما نعرفه وما نتعلمه إلى الآخرين..

هنا تكتمل صورتنا في أذهاننا كأبطال لحياتنا. نستطيع القول أننا وبهذه الطريقة نؤدي دَين محاولاتنا، وتجاربنا الفاشلة، ولحظات يأسنا ودموعنا الحارقة.

نحن وإن نجحنا بإرشاد الآخرين، فسنصل للقمة..

قمّة العطاء، قمّة الإحسان، وقمّة اللطف.

مشاركة
نشرة ريم البريدية

نشرة ريم البريدية

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة ريم البريدية