نشرة حوسبة #28: كيف تميّز الحقيقة من الفنكوش في علوم الحاسوب؟ |
بواسطة فريق حوسبة • #العدد 28 • عرض في المتصفح |
المنصة العربية المعاصرة لعلوم الحاسوب
|
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، |
![]() |
حياكم الله جميعًا مشتركي نشرة علوم الحاسوب من حوسبة. نأمل أن تجدوا في هذه النشرة سلوةً لما تفتقدونه من نقاشاتٍ متعلقة بمواضيع علوم الحاسوب وكافّة تخصصاتها في الويب العربي. |
لقد أطلقنا نشرة حوسبة في بداية هذا العام وما زلنا مستمرين إلى اليوم ولله الحمد، إلا أن معدل المشاركة والاشتراك ضعيف مقارنةً بالمحتوى المُقدّم. نرجوا منكم مشاركة النشرة مع دوائركم إن أردتم استمرارها للعام المقبل، شاكرين دعمكم. |
إليكم محتوى هذا العدد. |
نقاش العدد: كيف تميّز الحقيقة من الفنكوش في علوم الحاسوب؟ |
أبرز الأخبار هذا الشهر كان إطلاق شركة OpenAI لنموذج ChatGPT للذكاء الاصطناعي، وهو نموذج دردشة يسمح لك بسؤال البوت أي سؤال تريده في أي مجال، وسيحاول الإجابة عليه. على عكس نموذج Stable Diffusion فإن هذا النموذج ليس مفتوح المصدر وليس متوفرًا للناس بالكامل، بل عليهم تسجيل حساب على موقع الشركة واستخدامه كما يحددون هم فقط. |
بالطبع كعادة كل المؤثرين ومشاهير مواقع التواصل الاجتماعي وكل من لا ناقة له ولا جمل بعلوم الحاسوب، ومن يريد أن يكسب لايكات ومشاهدات بغض النظر عن صحّة أو كذب ما يقوله، بدأ الناس ينشرون تغريدات ومنشورات مثل: "ChatGPT سيغيّر العالم" أو "جوجل انتهت، ChatGPT هو المستقبل" وغير ذلك من الهراء. |
لماذا هراء؟ في الواقع النموذج المُعلن عنه ليس جديدًا بالكليّة وهو امتداد لنموذج GPT3 السابق وغيره من نماذج معالجة اللغة، وبه مشاكل جديّة بحاجة لحل ولن يقضي لا على جوجل ولا على محل أبوعبدو بائع الفول والحمّص الموجود بجانبك. |
من هذه المشاكل نذكر: |
|
نعم هو جيد في أمورٍ معينة في مجالات معينة، مثلًا في البرمجة تكتب له "اجلب لي طريقة تعريف دالة في بايثون" فيجلبها لك مباشرة، أو طريقة عمل كذا عبر الأداة الفلانية، وغالبًا ما تكون صحيحة، ولكن من السخف عدم إدراك حدود إمكانياته وأنه لن يستبدل شيئًا موجودًا لدينا باليوم بالفعل، وأنه ما زال بحاجة إلى الكثير من التطوير حتى يصل إلى منتج نهائي قابل للاستخدام. |
سيكون له مستقبل، بعد تطويره، وسيكون هناك استخدامات مفيدة له، لكن هذه الاستخدامات كلها ليست هنا في هذه اللحظة وما تزال بعيدة عن المتناول. أضف إلى ذلك أنك محدود في استخدامه كما تحدد الشركة (الكثير من البلدان العربية محجوبة وتحتاج VPN)، كما أنه ليس مفتوح المصدر ولا متوفرًا للتطوير من الآخرين، كعادة جميع المشاريع من شركة OpenAI. |
انظر مثلًا هذا الشخص الذي نشر هذه التدوينة، إنه منبهر أن ChatGPT تمكن من كتابة نص رسالة طلب إلغاء لإرسالها إلى أصحاب الشأن فيما يتعلق بمخالفة مرورية حصل عليها، متناسيًا أن حجم النصوص التي كتبها هو ليجعل البوت يفهم ما يريده أكبر من حجم الرسالة المطلوبة نفسها. الانبهار أعماه أن هذا ليس شيئًا سيستخدمه في حياته اليومية، بل سيُدردش معه - كمعظم المستخدمين - ويغلقونه ثم يتابعون حياتهم وكأن شيئًا لم يحصل. |
حتى مؤسس شركة OpenAI نفسه يقول أنه محدود ولا يجب الاعتماد عليه الآن: |
ChatGPT محدود للغاية، ولكنه جيد بما يكفي في بعض الأشياء للإيهام بأنه عظيم. من الخطأ الاعتماد عليه في أي شيءٍ مهم الآن. إنه مجرد معاينة للتطور الحاصل، ولدينا الكثير من العمل فيما يتعلق بدقته وصوابه. https://twitter.com/sama/status/1601731295792414720 |
المضحك أنه هناك من ردّ عليه أن ChatGPT جيد فعلًا وربما عليك أنت أن تؤمن أكثر به 🤣؟ لا تكن كاثوليكيًا أكثر من البابا. |
ليس هذا هو موضوع هذا عدد من النشرة، بل موضوعنا هو كيف نميّز الفنكوش مثل هذا من الحقيقة في علوم الحاسوب؟ كيف لا نقع ضحية لكلمات التسويق التي يطلقها فلان وعلان ونعرف ما الحقيقة؟ الجواب كالتالي: |
|
إجابتك على كل هذه الأسئلة ستحميك من الكثير من هراء من يسمون أنفسهم "مشاهير مواقع التواصل" الذين يريدون جمع الإعجابات والمتابعين بغض النظر عن صواب ما يقولونه، وستحميك من أن يستغفلك أحدهم أو يضحك عليك ببضع كلمات أو فيديوهات إبهارية. |
شاركونا آراءكم عن هذا العدد، أو عن الأعداد السابقة من نشرة حوسبة بشكل عام على تويتر تحت الوسم #نقاشات_نشرة_حوسبة |
تعقيبات على العدد السابق |
نشارك معكم هنا بعض التغريدات التي وردت على العدد السابق من نشرة حوسبة عن حقوق الملكية الفكرية. |
![]() https://twitter.com/TarekNac/status/1596100864602566658 |
![]() https://twitter.com/watheq_show/status/1596094395933138944 |
![]() |
هذا رابط الفيديو الذي نشره الأخ محمد، عن لماذا يجب إنهاء الملكية من وجهة نظر غربية: |
![]() Why We Should Get Rid Of Intellectual Property - YouTube |
نسعد بتعليقاتكم ومشاركاتكم جميعًا على نفس الوسم. |
أخبار هذا الشهر |
تجد في هذا القسم من نشرة حوسبة أبرز الأخبار المرتبطة بعلوم الحاسوب والمنتجات التقنية، بالإضافة إلى تعقيباتنا عليها وتحليلاتنا لما وراء الخبر. |
1. ستُغلق خدمة Revue للنشرات البريدية من تويتر |
كانت Revue خدمة لإدارة النشرات البريدية، استحوذ عليها تويتر وضمّنها في داخله بحيث يصبح بإمكان المستخدمين عمل نشراتهم البريدية والتسويق لها من داخل تويتر. |
ستُغلق المنصة ولن يعود بالإمكان استخدامها، ولهذا فإن كان لديك عندهم رسائل بريدية أو مشتركون فمن الأفضل أن تصدّر بياناتك الآن لأنها ستتوقف في 18 يناير المقبل بشكل كامل. |
يبدو أن إيلون ماسك يجرّب في وسائل وطرق مختلفة للربح من تويتر ولم تعجبه النشرات البريدية. |
2. أعلنت منصة BlockFi لتداول العملات الرقمية إفلاسها رسميًا |
منصة أخرى تغلق أبوابها آخذةً معها أموال المستخدمين وتعلن إفلاسها، والسبب هو أن جزءًا كبيرًا من مواردها كانت مرتبطة بمنصة FTX المُنهارة التي تحدثنا عنها في العدد السابق. |
ننصح هنا بخيارين: |
|
الخيار الأنسب من ناحية الأمان هو الخيار الثاني بالطبع، لكن ليس الجميع قادرين على الحصول على هذه المحافظ، كما أنه لا يمتلك الجميع القدرة التقنية على إدارتها والتعامل معها، ولهذا فإن استخدام بينانس قد يكون خيارًا ضروريًا لمعظم المستخدمين. |
3. محى يوتيوب أحد الفيديوهات بسبب حقوق الملكية رغم أن من قدّم الطلب لا يملكها |
عودة إلى موضوع مافيا حقوق الملكية، محى يوتيوب أحد الفيديوهات لصاحبه لأنه يستخدم جزءًا من أحد فيديوهات مؤسسة Blender المشهورة (المؤسسة وراء برنامج بلندر للتصميم ثلاثي الأبعاد)، رغم أنه مرخص تحت رخصة المشاع الإبداعي (Creative Commons) ويجوز استخدامه، وهذا بسبب تقديم شركة أوزبكستانية طلبًا لإزالة الفيديو مدعيةً أنها تمتلك حقوق الملكية. |
لقد صرنا في مرحلة متقدمة من دعاوى حقوق الملكية الزائفة، فلم يعد مالك المحتوى حتى هو من يحاول ابتزاز الناس بأبسط الأشياء ليجبرهم على أن يدفعوا له مقابل شيءٍ من عمله هو، بل حتى من لا ناقة له ولا جمل في القصة ومن لا يمتلك حقوق الملكية أصلًا صار يقدّم طلبات إزالة فيديوهات على يوتيوب بحجة حقوق الملكية. |
ونظام يوتيوب السيء للأسف يتجاوب مباشرةً تلقائيًا مع هذه الطلبات دون التحقق من صحتها، أي أنه لو كان هناك عامل بشري يفحص هذه الطلبات لكان معظمها مرفوضًا، لكن ما يحصل أن النظام مؤتمت للتجاوب مع معظم الطلبات مباشرةً بمجرد تقديمه من أي شخص دون دليل. |
4. أطلقت شركة آبل ميزة تشفير إضافية لملفات المستخدمين |
أطلقت الشركة ميزة تشفير طرف لطرف (End-to-End Encryption) لبيانات المستخدمين وملفاتهم على iCloud، مما يوفر أمانًا أفضل لمستخدميها. |
موضوع الأمان والخصوصية موضوعٌ فيه أخذٌ ورد، وليس أبيض وأسود. بعض الشركات قد تهتم بحماية بيانات مستخدميها ضد المتطفلين إلى درجة معينة بهدف التسويق والمزيد من الربح أو لغير ذلك من الأسباب، وليست كل الشركات سواسيةً في الدوافع التي قد تدفعها لذلك. آبل شركةٌ أفضل من غيرها في هذه النقطة تحديدًا. |
5. اختُرقت خدمة LastPass، مرة أخرى |
خدمة LastPass هي خدمة إدارة كلمات مرور مدفوعة للمستخدمين، لديها تاريخٌ طويل من المشاكل الأمنية والثغرات. |
اختُرقت بيانات مستخدمي المنصة (جميعهم) بسبب نسخة احتياطية غير مؤمنة على أحد الخواديم، وقد تمكن المُخترق من سحب جميع البيانات، إلا أن كلمات المرور مشفرة - كما يقولون - تشفيرًا قويًا ولذلك فإنه لا يوجد خطر مباشر على المستخدمين. لكن هناك بيانات غير مشفرة ضمن قاعدة البيانات المُخترقة مثل عناوين مواقع الويب التي يمتلك المستخدم عليها حسابًا بالإضافة لأمورٍ أخرى، وهو ما قد يفتح الباب لهجمات التصيّد الاحتيالي أو غيرها على بعض المستخدمين. |
ننصح بشدة بترك LastPass والانتقال إلى Bitwarden فهم أفضل من ناحية الحماية، كما يمكنك استضافة برنامجهم إن أردت على خادومك الخاص فهو مجاني ومفتوح المصدر على عكس LastPass. |
*** |
هنا ينتهي هذا العدد من نشرة حوسبة، ونلقاكم في العدد المقبل بإذن الله. لا تنسوا مشاركة النشرة مع معارفكم وأصدقائكم ليطّلعوا على المحتوى الرائع الذي نعدّه ❤️ |
تصدر نشرة حوسبة في عيد كل مسلمٍ آخر جمعة كل شهر. وأقسام النشرة البريدية تختلف من عددٍ لآخر، على حسب المتاح. |
التعليقات