نشرة حوسبة #19: الاستشراف المستقبلي التقني
|
|
بواسطة فريق حوسبة
•
#العدد 19
•
عرض في المتصفح
|
|
المنصة العربية المعاصرة لعلوم الحاسوب
|
|
|
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
|
|
|
|
حياكم الله جميعًا مشتركي نشرة علوم الحاسوب من حوسبة. نأمل أن تجدوا في هذه النشرة سلوةً لما تفتقدونه من نقاشاتٍ متعلقة بمواضيع علوم الحاسوب وكافّة تخصصاتها في الويب العربي
|
|
إليكم محتوى هذا العدد.
|
|
نقاش العدد: الاستشراف المستقبلي التقني
|
|
|
|
https://twitter.com/JonErlichman/status/1529789288111554560
|
|
الاستشراف هو علمٌ معني بتحليل المعطيات والأحداث والبيانات في الماضي بهدف توقّع أحداث مستقبلية قد تحصل، سواءٌ كانت هذه الأحداث سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية.
|
|
لسنا معنيين بكل هذه المجالات السابقة، لكن ما يعنينا اليوم هو الاستشراف التقني. هذا الفيديو المنشور كتغريدة على تويتر هو فيديو لمقابلة مع بيل غيتس سنة 1995م عن الإنترنت. كان الإنترنت جديدًا وقتها وفقط 0.4% من سكّان العالم يستعملونه، ولهذا كان المُحاور يسخر من فكرة الإنترنت ويقول: "لدي راديو، ولديّ مجلات تصلني عبر البريد من مختلف البلدان، لماذا سأحتاج إلى الإنترنت"؟ بينما بيل غيتس يحاول أن يعطيه بعض الأسباب لأهمية الإنترنت ولماذا يتوقع له النجاح.
|
|
اليوم الإنترنت واحد من أهم الاختراعات في التاريخ البشري، وقد غيّر حياة مليارات الناس، وترك بصمته على التاريخ الإنساني للأبد.
|
|
ما الذي جعل شخصًا كبيل غيتس يتابع باهتمام اختراع الإنترنت في وقتها، ويتوقع له النجاح رغم أنه كان ما يزال في بداياته ومعظم الناس غير متحمسين له؟ ما هي المعطيات التي رآها في اختراع الإنترنت جعلته يدعمه ويستشرف له النجاح على الرغم من كل الانتقادات؟ "ستمد كوابل بحرية لتوصيل الإنترنت إلى 100 بلد حول العالم عبر المحيطات لتوصل كل الناس بنفس الشبكة؟ هههه" كانت هذه من بعض النكتات وقتها.
|
|
اليوم، نحن نمر بمرحلة شبيهة، هناك اختراعات أو قفزات تكنولوجية أو حتى تغيرات تكنواقتصادية تجعل المجالات التالية وردود فعل الناس حولها شبيهةً باختراع الإنترنت:
|
|
- العملات الرقمية؛ مجرد فكرة امتلاك الناس أنفسهم لـ"القيمة المالية" (Value) وتمكنهم من إرسالها بأريحية عبر الإنترنت هي فكرة رهيبة قد تغيّر اقتصاد العالم مستقبلًا، لأن هذا يعني أن الدول قد لا تكون مسؤولة عن الأموال وصكّها في المستقبل، أو على الأقل، قد تخلق اقتصادًا عالميًا موازيًا للاقتصاد الرسمي يمكن للأفراد المساهمة فيه مباشرةً. إلى الآن ما يزال بعض الناس يظن أن كل العملات الرقمية هي "نصب" وأنها ليست مجالًا حقيقيًا.
- البرمجيات الوطنية؛ العالم ينغلق على نفسه وعصر العولمة قد بدأ بالزوال، سيعني هذا أن كل دولة ستعمل على توطين بنيتها التحتية التقنية والتخلص من التبعية للخارج، وبالتالي سيكون هناك أطنان من مشاريع توطين البرمجيات وتخصيصها وترجمتها وتعديلها لتناسب البيئة المحليّة. هذه لوحدة فكرة "ذهبية" يمكن تحويلها إلى شركة ناشئة ناجحة تلفّ العالم لنقل البلدان من البرمجيات المغلقة إلى المفتوحة المصدر.
- شبكات الجيل الخامس بل وحتى الجيل السادس، ستمكّن الناس من إجراء نشاطات مختلفة عبر الشبكة لم يكونوا قادرين على فعلها مسبقًا (مثلًا، عمليات جراحية دقيقة عبر الآلات عن بعد عبر الإنترنت، لأن سرعة الاتصال ودقّته وثباته صارت كافية لمنع الحركات الخاطئة أو الفشل).
- ما يسمّى بالويب 3.0، وهو مزيجٌ من التقنيات اللامركزية مفتوحة المصدر بالإضافة إلى تقنية سلسلة الكتل (Blockchain) والتكنولوجيا الرقمية (FinTech).
|
|
تبدوا كل هذه الأفكار أفكارًا "مجنونة" لشخصٍ يسمعها أول مرة، لكن إن تعلمنا شيئًا من التاريخ فسيكون أنه يكرر نفسه للغاية، وأن كثيرًا من الاختراعات والقفزات التقنية التي كانت "مستحيلة" في عقول البشر قد صارت ممكنةً مع مرور الوقت.
|
|
ولهذا فإن أشدّ توصياتنا للقرّاء الأعزّاء ألا يكتفوا بالمجالات السطحية الحالية للتقنية؛ برمجة وتصميم وتسويق إلكتروني وSEO وإدارة مواقع... نعم قد تكون مجالات مربحة وتكفيك كشخص، لكن هناك آلاف الفرص التي قد تنتظرك في فتح مشاريع أو مبادرات متعلقة بالأفكار السابقة وغيرها (مواقع، شركات، مدونات، موسوعات، مجتمعات... إلخ)، والعالم يتغيّر اليوم بشكلٍ هائل وما حصل في آخر سنتين يساوي ما حصل في خمسين سنة من الأحداث.
|
|
شاركونا آراءكم عن هذا العدد، أو عن الأعداد السابقة من نشرة حوسبة بشكل عام على تويتر تحت الوسم #نقاشات_نشرة_حوسبة
|
|
أخبار
|
|
- ستشتري شركة Broadcom المتخصصة بتصنيع معدات الاتصال والأجهزة اللاسلكية والعتاد شركة VMware مقابل 61 مليار دولار. صفقة غير اعتيادية فمجال الشركتين مختلف قليلًا، وهذه الأخيرة متخصصة بالحوسبة التخيلية. ما تزال أبعاد هذه الصفقة غير واضحة بعد وكيف يمكن لشركة Broadcom أن تدخل هذا القطاع الذي لم تمتلك خبرة فيه من قبل.
- ورقة بحثية تظهر أن عدد الأشخاص الموظفين ذاتيًا (Self-employed) (في أمريكا) أكبر بحجم الضعف تقريبًا مما قد تظهره الاستبيانات والإحصائيات التقديرية (رغم أن هذه الاستبيانات هي استبيانات رسمية من الحكومة الفيدرالية). هذا تأكيدٌ لمبدأ تهكّمي عام في الإحصائيات يقول: "إن لم تعمل الإحصائية بيدك، فلا تصدّقها" وآخر: "هناك 3 أنواع من الأكاذيب: الأكاذيب العادية والأكاذيب اللعينة والإحصائيات". علم الإحصائيات صعب التطبيق باحترافية على أرض الواقع وهناك أخطاء يقع فيها العاملون بالمجال إما عمدًا أو جهلًا، وهذه الورقة تأكيد لجانب بسيط من هذا الأمر.
- هناك اتجاه عام في دوائر التشريع الأوروبية والأمريكية لدفع الشركات إلى السماح للمشترين بتصليح العتاد الذي اشتروه أو على الأقل تمكينهم من ذلك، بحيث يتمكن المشتري من إصلاح المشكلة الموجودة في حاسوبه أو هاتفه مثلًا دون الحاجة إلى تركه عند ورشات التصليح. قام أحد الأشخاص بطلب عدة التصليح من آبل لإصلاح هاتفه الآيفون وفوجأ بأن الشركة أرسلت له عدة كيلوغرامات من معدات التصليح العملاقة مقابل 49$ فقط، لكن الشركة تلتف على القانون عبر إضافة بند تأمين إجباري قيمته 1200$ ومدته أسبوع واحد؛ في حال فشل الزبون بإرجاع عدة التصليح خلال أسبوع واحد فيحق للشركة الاحتفاظ بالـ1200$ لديها. بالطبع سيجعل هذا الأمر الزبائن يتراجعون عن طلب عدة التصليح ويرسلون أجهزتهم للتصليح في مقرات شركة آبل الرسمية، وهي حالة واضحة من حالات الالتفاف على القوانين المعمولة لحماية المشتري في البلدان الغربية.
- لقد أُرسل موظف سابق في أحد الشركات الصينية إلى السجن لمدة 7 سنوات لأنه حذف قاعدة بيانات الشركة وبيانات العملاء بسبب مشكلة بينه وبينهم. مهما كنت غاضبًا من الشركة التي تعمل فيها، لا تخض نفس التجربة.
- كارثة عملة لونا الرقمية صارت حفلة تنكيت، فبدأ الناس بالعثور على أوراق بحثية وتحليلات سوقية سابقة لباحثين كانوا يزعمون أن "لونا عملة مستقرة، ويمكن أن تصل قيمتها لـ88 ضعف خلال ال3 سنوات المقبلة"، ولكن يبدو أن هذه التوقعات لم تسر جيدًا خصوصًا بعد انهيار العملة إلى الصفر كما تحدثنا في العدد السابق من النشرة. لا تثق بالناس الذين يتحدثون عن التحليلات المالية والاقتصادية والسياسية فقط لأنهم باحثون أو لأنهم يحملون شهادات الدكتوراة، فحتى هؤلاء يمكن ببساطة أن يكونوا مخطئين أو يكونوا مدفوعين لكتابة ما يكتبونه، ولهذا عليك التأكد من المعطيات والتحليلات بنفسك.
- أمست قيمة شركة زووم اليوم هي نفس قيمتها قبل تفشّي وباء كورونا (83 دولار للسهم)، بعد أن كانت قيمتها تناطح الـ600 دولار للسهم الواحد في أوجّ الوباء. هذا يعني أن الشركة كانت "فقاعة" استُخدمت بسبب الحاجة فقط، وأن الشركة فشلت في الاحتفاظ بالمستخدمين أو تحويلهم إلى مجالات عملية أخرى قد يحتاجونها (خدمات زووم بقيت على حالها؛ مجرد خدمة اتصال مرئية وصوتية مع أدوات بسيطة للأعمال، بل في الواقع، صارت أسوء لأن الشركة فرضت قيودًا أكثر على الخطة المجانية).
|
|
هنا ينتهي هذا العدد من نشرة حوسبة، ونلقاكم في العدد المقبل بإذن الله. لا تنسوا مشاركة النشرة مع معارفكم وأصدقائكم ليطّلعوا على المحتوى الرائع الذي نعدّه كل أسبوع ❤️
|
|
تصدر نشرة حوسبة في عيد كل مسلمٍ يوم الجمعة مرة كل أسبوعين (نصف شهرية). وأقسام النشرة البريدية تختلف من عددٍ لآخر، على حسب المتاح.
|
|
التعليقات